أستراليا.. حريق هائل يلتهم مناطق شاسعة قرب سيدني
أقرت السلطات الأسترالية بعجزها عن إخماد "حريق هائل" في غابات شمالي مدينة سيدني.
وقال روب روجيرز المسؤول في إدارة الإطفاء في ولاية نيوساوث ويلز اليوم الجمعة، إن "أكثر من ثماني حرائق تقريبا" اندمجت لتتحول إلى حريق هائل يلتهب على مساحة 300 ألف هكتار في منطقة بطول نحو 60 كيلومترا.
وأشار روجيرز إلى عجز عناصر الإطفاء عن التصرف إزاء مدى اتساع الحريق، حيث يقتصر دورهم على تنظيم عمليات إجلاء السكان ومحاولة حماية المنازل، على أمل انتهاء حالة الجفاف والرياح التي تسهم في تأجيج النيران
وتستمر الحرائق منذ ثلاثة أشهر في شرق أستراليا، في ظاهرة اعتيادية خلال الصيف، لكنها اندلعت في وقت مبكر هذا العام، كما انتشرت على نطاق واسع، فيما يرى الخبراء أن الاحتباس الحراري يسهم في خلق ظروف مواتية أكثر للحرائق.
ودمر الحريق أكثر من 600 منزل ولقي ستة أشخاص مصرعهم، ويبقى هذا الرقم أدنى بكثير من حصيلة حريق عام 2009، حيث قتل نحو 200 شخص.
أعلن رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون -السبت- استدعاء نحو ثلاثة آلاف عنصر من جنود الاحتياط في الجيش، لمواجهة انتشار حرائق الغابات في مناطق متفرقة من البلاد، والتي أدت إلى سقوط عدد من القتلى.
ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن موريسون قوله إنهم يواجهون أوقاتا عصيبة للغاية في الساعات المقبلة، ولفت إلى أن 23 شخصا لقوا مصرعهم جراء تلك الحرائق المشتعلة منذ أسابيع.
وقال موريسون إنه قرر إرجاء زيارتين مقررتين إلى الهند واليابان أواخر يناير/كانون الثاني الجاري، لتكثيف الجهود من أجل السيطرة على الحرائق.
يأتي ذلك بينما لقي شخصان حتفهما في حريق "خارج فعليا عن السيطرة" في جزيرة كانغارو، وهي مقصد شهير للسائحين في ولاية ساوث أستراليا، حسبما قال رئيس وزراء الولاية ستيفن مارشال في وقت سابق اليوم.
وقال مارشال للصحفيين إن "فريق الطب الشرعي (من ولاية ساوث أستراليا) في طريقه إلى المكان، وعندما نحصل على مزيد من المعلومات سنعلن عنها"، وأضاف "في الوقت الحالي، ينصب تركيزنا على إبلاغ أقارب الضحيتين، تعاطفنا مع عائلات الأشخاص المتضررين".
خطورة مضاعفةوأضاف مارشال أن حرائق الغابات في الجزيرة بدأت في 20 ديسمبر/كانون الأول الماضي، ولكن منذ عصر أمس الجمعة "كان هناك زيادة كبيرة في خطورة الحرائق، مع التدهور الكبير في ظروف الطقس".
وفي سياق متصل، تمّ إجلاء آلاف الأشخاص من أكثر من عشرين بلدة على الساحل الجنوبي الشرقي لأستراليا، بسبب الحرائق المدمرة.
وواصلت الشرطة جهودها اليوم السبت في نقل الأشخاص الذين تتعرض بلداتهم لخطر متزايد جراء حرائق خارجة عن نطاق السيطرة، في "إيست غيبسلاند" في شمال شرق ولاية فيكتوريا والساحل الجنوبي في ولاية نيو ساوث ويلز المجاورة إلى مناطق آمنة.
وقالت خدمات الإطفاء إن هذه هي أكبر عمليات إجلاء في وقت السلم تتم في تاريخ أستراليا.
هجمة غير مسبوقةوقالت غلايس بيريغكليان رئيسة وزراء ولاية نيو ساوث ويلز التي فر منها الآلاف هربا من الحرائق، "يسعدني أن أقول إننا لم نكن مستعدين من قبل على الإطلاق مثلما نحن اليوم للهجمة التي من المرجح أن نواجهها من الحرائق".
يشار إلى أن خبراء الأرصاد الجوية توقعوا اليوم ارتفاع درجة الحرارة فوق 45 درجة مئوية في البلاد، مع رياح قوية في ظل أجواء جافة للغاية، مما يمكن أن يسبب عواقب وخيمة بالنسبة لأجزاء كثيرة في جنوب شرقي أستراليا، حيث تستعر الحرائق في مناطق واسعة.
المصدر : وكالات









تعليقات
إرسال تعليق